بنموسى يدعو إلى محاربة التدخين بمؤسسات التربية والتكوين

محمد منفلوطي_ماروك 4

دعا وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى إلى تخليق البيئة المدرسية والارتقاء بالعمل التربوي وتعزيز دور مؤسسات التربية والتكوين في تحقيق الأمن الجسدي والنفسي للتلميذات والتلاميذ والطلبة المتدربين، مع تشجيعهم على المزيد من التحصيل وتطوير المهارات.

وفي هذا الصدد وجه الوزير مذكرة عممها على مسؤولي وزارته جهويا واقليميا (حصلت ماروك 4 على نسخة منه)، شدد من خلالها على ضرورة محاربة التدخين بمؤسسات التربية والتكوين استنادا إلى إحصائيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن نسبة انتشار التدخين بين البالغين سن 18 سنة فما فوق تبلغ 13.4% ، وتصل هذه النسبة إلى %6% بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم من 13 إلى 15 سنة، كما يتعرض ما يزيد عن %35.6% من السكان المغاربة للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية.

وأضاف الوزير أن تقييم الأثر الوبائي والاقتصادي للتدخين بالمغرب، أبرز أن التبغ يعتبر السبب الرئيسي لأمراض القلب والشرايين ببلادنا بما مجموعه 74 ألف حالة من بين الحالات المسجلة، كما يعتبر العامل الرئيسي للحالات الجديدة السرطان الرئة بما مجموعه 4227 حالة سنويا، بالإضافة إلى كونه يتسبب في عدد مهم من الوفيات المبكرة والتي تبلغ حوالي 12800 حالة وفاة في السنة، كما أن تدخين السيجارة الإلكترونية لا يخلو بدوره من اضرار على صحة الشباب والمراهقين والأطفال، ويزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب والرئة، ويمكن أن يؤثر على نمو الدماغ.

وحذر بنموسى من خطورة هذه الآفة لما لها من تهديد حقيقي للسلامة الجسدية والصحة النفسية للتلميذات والتلاميذ بالوسط المدرسي، بالإضافة إلى الطلبة المتدربين بمراكز التكوين، حيث تعتبر أحد الأسباب المباشرة الضعف التحصيل الدراسي والمهني وللهدر المدرسي، كما أنها تغذي العديد من مظاهر الانحراف السلوكي.

واستعرض بنموسى مقاربته في هذا الصدد للتصدي للظاهرة استنادا إلى المرجعيات التي تؤطر منظومة التربية والتكوين، لاسيما مقتضيات القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وأهداف والتزامات خارطة الطريق 2022-2026، الرامية إلى تقوية جاذبية المدرسة المغربية، وجعلها فضاء لاكتساب التعلمات وترسيخ السلوكيات الإيجابية والرفع من حس المواطنة المسؤولة داخل البيئة المدرسية، واعتبارا للأهمية التي تكتسبها عملية التحسيس والتوعية والوقاية والمواكبة النفسية المحاربة آفة التدخين بما في ذلك السيجارة الإلكترونية، والسلوكيات الإدمانية بالوسط المدرسي وبمؤسسات التربية والتكوين، يشرفني أن أطلب منكم الحرص على تفعيل جميع الإجراءات والتدابير الكفيلة بالتصدي لهذه الآفة الخطيرة، كما يلي:
• على المستوى التشريعي والتنظيمي
حث جميع المؤسسات التعليمية ومؤسسات التربية والتكوين على ضرورة وضع علامات “ممنوع التدخين” داخل جميع المرافق، مع التذكير بالقانون رقم 15-91 الذي يمنع التدخين بالأماكن العمومية ضمن القانون الداخلي لهذه المؤسسات.
توقيع ميثاق يحمل شعار ” مؤسسات للتربية والتكوين بدون تدخين. حسب النموذج رفقته، ونشره في السبورة المرجعية.
حث الأطر الإدارية والتربوية على ضرورة تجنب التدخين سواء السيجارة العادية أو الإلكترونية بمؤسسات التربية والتكوين باعتبارهم المثل الأعلى والقدوة في نفوس التلميذات والتلاميذ، وكذا الطلبة المتدربين (ات)
إدراج مختلف العمليات والإجراءات المتعلقة بمحاربة التدخين ضمن مشروع المؤسسة المندمج.

• على المستوى التربوي
تنظيم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديريات الإقليمية التابعة لها، للقاءات إخبارية وتحسيسية بأهمية وضع مخططات وبرامج للعمل على المستوى الجهوي والإقليمي في مجال محاربة التدخين، بما في ذلك السيجارة الإلكترونية والسلوك الإدماني، وذلك لفائدة الأطر الإدارية والتربوية، ومنشطي الأندية التربوية، من أجل حثهم على الانخراط الجيد.
توسيع شبكة المؤسسات التعليمية المستفيدة من برنامج “إعداديات وثانويات بدون تدخين”، ليشمل كل الثانويات الإعدادية والتأهيلية التابعة للجهة، مع تشجيع التلميذات والتلاميذ على المشاركة في المسابقة الوطنية التي تنظم سنويا لأحسن ناد صحي نشيط في محاربة التدخين.
تشجيع إحداث الأندية التربوية الصحية للتصدي لهذه الآفة، وتمكينها من الوسائل الضرورية لإنجاز الأنشطة الوقائية والتحسيسية لفائدة التلاميذ والتلميذات والأطر الإدارية والتربوية على حد سواء الحرص على إشراك التلميذات والتلاميذ والطلبة المتدربين (ات) في عمليات إعداد وتفعيل البرامج الهادفة إلى محاربة آفة التدخين، بجميع أنواعه بمؤسسات التربية والتكوين وبمحيطها.
الحرص على إدراج الاهتمام بالتحسيس والتوعية بمخاطر التدخين ضمن برامج الأنشطة الموازية المنجزة مع تخصيص محاور من المسابقات الفنية والثقافية فنون تشكيلية، مسرحيات، كاريكاتير …) التي تنظم محليا وجهويا ووطنيا لآفة التدخين وإبراز ما ينجم عنها من مآس إنسانية.
تخصيص أنشطة تربوية للتوعية والتحسيس بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي يصادف 31 ماي من كل سنة، مع الحرص على استدعاء أطباء ومتخصصين لإبراز المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية للتبغ ولاستهلاكاته المتعددة.
• على مستوى التنسيق والشراكة
اعتماد الشراكة والتنسيق مع القطاعات ذات الصلة بالموضوع، لإعداد برامج عمل جهوية وإقليمية في مجال محاربة التدخين مع السهر على تفعيل آليات التتبع الميداني لهذه البرامج.
إشراك جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في تنزيل البرامج المتعلقة بمحاربة التدخين وتفعيل آليات اليقظة والتواصل المستمر.
التنسيق مع المصالح التابعة لوزارة الداخلية، لا سيما الأمن الوطني والدرك الملكي، لتكثيف الحملات التمشيطية التي تقوم بها الفرق الأمنية بمحيط المؤسسات التعليمية، والتصدي لمروجي التبغ والمخدرات بهذا المحيط.
الانفتاح على جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في مجال محاربة التدخين والمخدرات وأيضا العاملة في مجال المواطنة والحقوق.
الحرص على التقاسم المنتظم للمعطيات والإحصائيات، وكذا المؤشرات المرتبطة بهذه الآفة بين مختلف البنيات الإدارية المعنية، وكذا مع الشركاء ولاسيما بالقطاع الصحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى