“وجعلنا من الماء كل شيء حي”.. سلوكنا مع الماء سيتحكم في مصيرنا و مستقبلنا

ماروك 4 ـ الدار البيضاء

“و جعلنا من الماء كل شيء حي”، الماء و الحياة، ترابط وثيق، باعتبار أن الماء من أهم الموارد الطبيعية وأساس الحياة بصفة عامة، وهو عنصر حيوي يحتاجه الإنسان والبيئة على حد سواء، لذا، يجب على كافة المواطنين أن يتحلوا بالوعي والمسؤولية في الحفاظ على الموارد المائية بالبلاد.

هذا العام، و للسنة الثالثة على التوالي، شهدت بلادنا تساقطات مطرية ضعيفة ساهمت في تناقص و تراجع المخزون المائي الجوفي المستنزف أساسا، الوضع المائي في المغرب وصل لمرحلة دق ناقوس الخطر، و السلطات المغربية أعلنت الاستنفار لوقف النزيف و تفادي الدخول في متاهات قد تكون لها تداعيات وخيمة، غير أن كل هاته الأمور لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بوعي المواطن و محافظته على الثروة المهددة بالانقراض.

بالأرقام، سجلت بلادنا عجزا في التساقطات المطرية خلال الموسم الزراعي الجاري بنسبة 70 في المئة مقارنة مع المعدل، كما تراجعت نسبة ملء السدود إلى 23.2 في المئة مقابل 31.5 بالمئة بينما تراجعت حصة الفرد من الموارد المائية من 2560 متر مكعب سنويا في سنة 1960 إلى 620 متر مكعب في سنة 2020، وفق معطيات وزارة التجهيز والماء.

و سجلت الاحتياطات المائية ما يزيد قليلا عن 3.7 مليار متر مكعب، أي أقل بكثير من 5.14 مليار متر مكعب في نفس الفترة المسجلة العام الماضي.

وتقترب بعض أهم السدود في البلاد من مستوى الجفاف ما دفع جهات عدة لإطلاق أجراس الإنذار، حيث و رغم التساقطات المطرية الأخيرة غير أنها ليست الكافية لتؤمن للمغاربة أمنهم المائي في طل التقلبات المناخية المحتملة مستقبلا.

هاته الإكراهات دفعت السلطات المغربية لاتخاذ جملة من الإجراءات و التدابير كغلق الحمامات في بعض أيام الأسبوع، و كذلك الأمر لمحلات غسل السيارات، مع ترشيد سقي الحدائق و المساحات الخضراء و التعامل بصرامة مع مبذري المياه و غيرها من الأمور التي كانت السلطات مكرهة و مجبرة على القيام بها لتفادي الكارثة.

المواطن هو الحلقة الأساس في كل المنظومة، حيث أن استجابته للحملات التحسيسية و وعيه بأهمية الحفاظ على الماء و ترشيد استعمالاته اليومية و مساهمته المواطنة في الحفاظ على الثروة المائية سيكون العامل الأساس و المهم و الأبرز لنجاح الجهود الحكومية لمواجهة الأزمة.

علينا جميعا التحلي بروح المسؤولية، و الوعي التام أن سلوكاتنا من ستتحكم في مستقبلنا، قد نرحل يوما أو غدا أو بعد مدة، لكن الحياة ستستمر بتعاقب الأجيال، فلنساهم كلنا في ضمان مستقبل أفضل بالحفاظ على الماء الذي جعل منه الخالق كل شيء حي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى