صُنّاع المحتوى ومنطق التفاهة.. هل حان الوقت لتشديد الرقابة القانونية؟

ماروك 4_ الرباط

يبدو أن اتساع مساحة حرية التحرك داخل دواليب مواقع التواصل الإجتماعي، أكسب العديد من صناع ” التفاهة” ممن يعتبرون أنفسهم من المؤثرين، (أكسبهم) الشرعية وأجلسهم على كراسي الشرف، ومنهم من بات يلعب دور المستشهر يروج لمنتوجات أو محلات أو شركات أو ماشابه ذلك، يؤثث المشهد بالندوات واللقاءات يزاحم ويتطاول على ممثلي منابر إعلامية بعينها، منهم من يحصدون الملايين من المشاهدات متصدرين المواقع كمؤثرين صانعين للتفاهات…

الغريب كل الغريب، هو ارتفاع منسوب المشاهدات التي يحصدونها من متتبعيهم، بيد أن مقاطعهم المقززة بلغت مبلغا من ملايين المشاهدات ومثلها المشتركين، وما يعرضونه باختصار “مقاطع لفيديوهات خاذشة للحياء أحيانا وتارة تتضمن مشاهد يندى لها الجبين تضرب في العمق قيم الأخلاق والغيرة على الأهل والنسب والأصل.

من المسؤول عن هذه التفاهة الهدامة للأسرة والمجتمع؟ فإذا تفحصنا في كنه السبب، نجد أن الانتشار الواسع لهؤلاء الكائنات مرده إلى الاهتمامات اليومية لعشاق هذا “العفن” الذين يساهمون بدوره في انتشاره، وبالتالي ما يمنع ذلك، هو تلك الصحوة التي لابد أن تذب في نفوس كثيرين ليغيروا من سلوكاتهم، ويعلنون عن الانسحاب الجماعي من اشتراكاتهم في هذه القنوات ” الحامضة”، الذي بات أصحابها يتقمصون دور ” المتسولين” يتسلون اللايكات والجيمات، وأحيانا يبيعون أعراضهم وأعراض أسرهم وزوجاتهم، مستفيدين من مساحة الحرية في علاقتها مع التطور التكنولوجي الكبير الذي تعرفه المجتمعات العربية، والاهتمام المتزايد بوسائل التواصل الاجتماعي التي باتت ترتبط بحياتنا اليومية، هذا في الوقت الذي تتجه فيه أصوات لتشديد الرقابة القانونية لمكافحة الاعتداء على الحياة الشخصية، وتقنين صناعة المحتوى ذات البعد التافه.

* العيب ليس فيهم…العيب لمن يهرول وراءهم

هُم صناع التفاهة الذين لا لوم عليهم في الحقيقة، بل العيب كل العيب يقع على كل من يهرول وراءهم ويتتبع عوراتهم ويساهم في الرفع من منسوب المشاهدات لديهم، نعم، هم يخلقون بمواقفهم هاته مواضيع تافهة بضحكات وابتسامات مصطنعة بلا مضمون ولا معنى ولا قيمة، متسلحين بالكم الهائل لمتتبعيهم من بني جلدتهم الذين يعزفون على وثر الرداءة والسخافة ذاته ، همهم الوحيد والأوحد خلق” البوز الخاوي”، لمضاعفة مداخيلهم المالية ولو على حساب الشرف والكرامة…

هُم صناع التفاهة إذن، الذين استفادوا من هامش الحرية الذي مُنح لهم على مواقع التواصل الاجتماعي في غياب رقابة صارمة مع ترتيب الجزاء….استفادوا من هامش الحرية هذا، ليصنعوا لأنفسهم أسماء من ورق سرعان ما تندثر ويغيب بريقها مادام دافعهم الأساسي، الجشع وحب المال لعرض مابقي لهم من شرف على مواقع التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى