عين على سوق الغنم بجمعة كيسر.. الأسعار ” شاعلة”

محمد منفلوطي_ ماروك 4

ما إن انتهى شهر رمضان وجمع الخيام، حتى توجهت أنظار المواطنين نحو التفكير في شراء أضحية العيد، فتناسلت الكلمات ومعها انتشرت الفيديوهات والتصريحات على مواقع التواصل الإجتماعي، أجمع أصحابها على أن أسعار الأضاحي لهذا العام ستعرف ارتفاعا غير مسبوق نظرا لأسباب عدة.

سوق جمعة كيسر الذي لا يبعد عن مدينة سطات سوى 28 كيلومتر تقريبا في اتجاه منطقة البروج، هنا يقع هذا المرفق العمومي كأكبر الأسواق الأسبوعية بالمغرب عموما وبالإقليم على وجه الخصوص، بيد أنه يعد من المراكز التجارية التي تستقطب الكسابة من تجار رؤوس الأغنام من مختلف الأقاليم.

‘”باحسن” من عشاق الصردي وموهوس بعطر رحبة الغنم، جالسته” ماروك 4” وهو عائد من سوق جمعة كيسر، استضافته على مائدة كأس شاي، إلا أن الصوم كان حليفا له ومنعه من ذلك، أخذنا الحديث أخذا نحو النبش في أحوال السوق مع اقتراب عيد الأضحى..
يقول با حسن: إن الثمن طالع هذا العام بزاف، واش حولي صغير داير 5000 درهم…، وحتى ” لْعجْلات الصغارات” كيتباعو بزاف ودايرات الثمان”.

بين عيد الأضحى للعام الماضي وهذا العام، تكون الأسعار قد تضاعفت، لكن الكساب كايْعول بزاف على أجواء العيد لعلها تنعش وضعيته الاقتصادية التي أنكتها سنوات الجفاف وغلاء الأسعار…

يقول با حسن، إن السوق اليوم عامر، والبهايم موجودة، والناس كتشري، ومن الكسابة من يشريو بالجملة لتوفير ذلك لزبنائهم الذين اعتادوا على التعامل معهم لثقتهم بهم…

كما أضاف با حسن أن المليح بثمانو، لكن لم يخف ارتفاع الأسعار مقارنة مع العام الماضي….” كين الصاير بزاف عند الفلاح والكساب أخويا، الله يكون في العون… العيد هاذ العام غادي يكون غالي خصوصا على الدراوش”.

كانت جلسة بطعم البساطة، نبشنا من خلالها ذكريات الزمن الجميل، حين كان الحولي ديال العيد لم يتجاوز ” 500 درهم”، حينها كان الجد الجدة يمسكان بزمام الأمور، كانت الأسرة الواحدة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، كان للعيد طعم خاص وتقاليد كذلك، كانت الأضحية يشهدها الجميع، الصغار قبل الكبار، عكس زماننا هذا زمن ” الشطنة” زمن ” جري عليا نجري عليك”، ” كل واحد ساد عليه بابو…حتى من الناس لم يصل حتى رحمه….اللهم ارحمنا يا رحيم…

انفض الجمع، ووقف ” با حسن” مُغادرا إلى مسقط رأسه بدوار لورارقة بسيدي العايدي، مرددا، الله يدير شي تاويل ديال الخير، راه ربي كبير ميحافيناش”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى