
مع اقتراب تصنيف “البوليساريو” إرهابية.. نظام شنقريحة يحاول تلميع صورته عبر الملف الصومالي
ماروك 4
في الوقت الذي يتصاعد فيه الزخم داخل الكونغرس الأمريكي بشأن تصنيف ميليشيا “البوليساريو” كمنظمة إرهابية، تحاول الجزائر، كعادتها، التستر على دورها التخريبي في شمال إفريقيا عبر ممارسات دعائية جديدة، هذه المرة من بوابة الصومال.
النهج العدائي للجزائر تجاه المغرب
فمنذ أكثر من خمسين عامًا، لم تتوقف الجزائر عن نهجها العدائي تجاه المغرب، عبر دعم انفصاليين وتغذية النزاعات الإقليمية، وهو ما أسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة المغرب الكبير. ورغم هذا التاريخ المثقل بالتدخلات، يسعى النظام العسكري الجزائري إلى تقديم نفسه على الساحة الدولية كفاعل حريص على السلم والأمن.
وفي أحدث هذه المحاولات، استغل النظام الوضع الأمني في الصومال لتقديم خطاب دبلوماسي يزعم التزام الجزائر بدعم جهود السلام في القرن الإفريقي، متحدثًا عن “مرافقة الصومال في مواجهة الإرهاب”، في مفارقة صارخة مع سلوكها التخريبي في شمال وغرب القارة.
وجاءت هذه التصريحات على لسان كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، خلال مشاركتها عن بعد في اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، في دورته الـ1287، المخصصة لمناقشة الوضع الصومالي. لكن مضمون خطابها، كما ورد في بيان الخارجية الجزائرية، لا يعدو كونه جزءًا من حملة ترويجية موجهة لتبييض صورة نظام فقد مصداقيته.
تصدي أمريكا للنظام الجزائري
تزامن هذا التحرك الدعائي مع نقاش متقدم داخل الكونغرس الأمريكي حول إدراج جبهة البوليساريو، التي تعد من أبرز أدوات الجزائر في معاكسة وحدة المغرب الترابية، ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وهو تطور سياسي لافت يعكس اتساع دائرة الوعي الدولي بخطورة المشروع الانفصالي المدعوم جزائريًا.
إن هذا التحرك الأمريكي لا يُعبّر فقط عن تغيير في المواقف، بل عن إدراك عميق لطبيعة الصراع القائم، حيث باتت واشنطن أكثر اقتناعًا بأن الاستقرار الحقيقي في شمال وغرب إفريقيا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التصدي للنهج العدائي الذي يتبناه النظام الجزائري، والذي يُعد أصل البلاء في نزاع طال أمده من القرن العشرين إلى اليوم.
وليس من قبيل المصادفة أن تتزامن محاولات الجزائر لتلميع صورتها في ملف الصومال مع هذا الزخم الأمريكي الحاسم، فالنظام العسكري يعيش اليوم حالة من العزلة السياسية، يسعى إلى كسرها عبر شعارات جوفاء، بينما تتجه القوى الفاعلة دوليًا نحو كشف حقيقته ومساءلته على ممارساته التخريبية.