نظام شنقريحة يشرعن التهريب.. “المستورد الذاتي” سياسة فوضوية جديدة

ماروك 4

في خطوة تعكس فشلًا ذريعًا في إدارة الاقتصاد، شرع النظام الجزائري في تقنين التهريب وتحويل “تجارة الشنطة” إلى سياسة رسمية، بعد أن وقع الوزير الأول نذير العرباوي مرسومًا جديدًا نهاية يونيو 2025 يفتح الباب أمام ما يسمى بـ”المستورد الذاتي”.

الإجراء العبثي

هذا الإجراء العبثي يحوّل المواطن العادي إلى مستورد معتمد، دون سجل تجاري أو معايير جمركية حقيقية، ما يعني فتح الحدود أمام موجة تهريب مشرعن تحت غطاء قانوني. وبموجب هذه السياسة، يكفي شراء العملة الصعبة من السوق السوداء وفتح حساب في بنك الجزائر الخارجي لتبدأ عملية الاستيراد بدفع رسوم هزيلة لا تتجاوز 5%، مقارنة بـ60% التي يُلزم بها التجار النظاميون.

وبدلًا من دعم الإنتاج المحلي أو إصلاح النظام المالي، لجأ النظام إلى سياسة ترقيعية تسمح للعاطلين عن العمل بالتحول إلى وسطاء لتهريب السلع، مستفيدين من امتيازات تفوق بكثير ما يُمنح للتجار الخاضعين للضرائب والمراقبة.

هكذا، أصبحت الحقائب تعبر الحدود محملة بسلع غير مراقبة: أجبان مجهولة المصدر، مستحضرات تجميل ضارة، وأحذية مقلدة، في مشهد يُلخص انهيار التخطيط وغياب الرقابة، حيث أصبحت السوق السوداء عمود الاقتصاد، والتهريب خيار دولة.

وفي ظل هذه الفوضى، يواصل الدينار الجزائري انهياره الحاد أمام اليورو، مسجّلًا 265 دينارًا في السوق السوداء، بينما يظل السعر الرسمي مجرد وهم لا علاقة له بالواقع.

التطبيل لتبون

وبينما يرزح المواطنون تحت ضغط الغلاء ونقص الدواء والمواد الأساسية، يستمر الإعلام الرسمي في التطبيل لتبون بمناسبة “عيد الاستقلال”، متحدثًا عن “إنجازات” لا يراها أحد سوى في نشرات الأخبار.

حتى الوعود بزيادة المنحة السياحية اختفت، بعدما أدرك النظام أن تطبيقها سيكشف بوضوح عن وجود نظام صرف مزدوج يسمح بتلاعب المواطنين بين السوقين الرسمية وغير الرسمية لتحقيق أرباح غير مشروعة.

وفي هذا المشهد المثير للسخرية، يرى معارضون أن الجزائر تحوّلت إلى مختبر للفوضى الاقتصادية، تحكمه الشعبوية وتديره قرارات مرتجلة بلا منطق، فيما تحذر أصوات من داخل النظام نفسه من استمرار تبون في السلطة، معتبرين أنه يقود البلاد نحو كارثة اقتصادية واجتماعية، في ظل دعم مطلق من مافيا الجنرالات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى