
الحرارة المفرطة وغياب الفضاءات الترفيهية تفاقم معاناة ساكنة سطات
ماروك 4
تشهد مدينة سطات خلال هذه الأيام ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، مما دفع العديد من العائلات إلى اللجوء إلى الحدائق العمومية، رغم وضعيتها المزرية، حيث تغيب الإنارة العمومية وتتحول المساحات الخضراء إلى أراضٍ جرداء، كأنها لم تكن يوما حية أو مزدهرة.
ورغم هذه الظروف، لا تزال بعض الأصوات الإيجابية والمواطنة تعبّر عن رأيها بأسلوب نقدي بنّاء، معتبرة أن كل ما يُنعش الروح ويضفي الحياة على المدينة يبدو وكأنه متوقف أو غائب. لا نافورات تعمل، ولا حدائق تسر الناظرين، ولا مسابح عمومية تستقبل الأطفال والشباب هربًا من لهيب الشمس، باستثناء بعض المسابح الخاصة الواقعة خارج المدار الحضري، والتي تُثقل كاهل الأسر بمصاريف إضافية يصعب تحمّلها.
“سطات فوق الشواية”… وصفٌ دقيق لحال المدينة
في ظل موجة الحر الخانقة التي تعرفها المدينة منذ الصباح الباكر يوميًا، بات سكان سطات يردّدون عبارات من قبيل: “سطات فوق الشواية”، في إشارة ساخرة إلى معاناتهم اليومية مع الحرارة، أسوة بعدد من المدن الداخلية بالمملكة. هذا الواقع يثير أسئلة جوهرية حول مدى استعداد السلطات المحلية لمواجهة هذه التغيرات المناخية، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة لإنشاء فضاءات عمومية ومسابح مفتوحة أمام الساكنة، كجزء من حقها الدستوري في العيش الكريم.
ساكنة محبطة.. وواقع تنموي غائب
تعيش المدينة على وقع الرتابة والجمود، وسط تزايد مظاهر الفقر والبطالة، ما يجعل الأسر، خصوصًا من ذوي الدخل المحدود أو حتى من الطبقة المتوسطة، تبحث يوميًا عن طرق بديلة لتسلية أبنائها. وفي المساء، تلجأ العديد من العائلات إلى الحدائق العمومية المتدهورة علّها تجد فيها متنفسًا، بينما تفضل أسر أخرى مغادرة المدينة نحو وجهات ساحلية بمجرد دخول فصل الصيف، بحثًا عن لحظات راحة وهروب من جحيم الحرارة.
أسئلة مشروعة تنتظر أجوبة حقيقية
هذه الأسئلة لا بد أن تُطرح اليوم على طاولة المسؤولين، وتحديدًا على السيد العامل الجديد لمدينة سطات، المعروف بجرأته في اتخاذ قرارات تخدم الصالح العام، كما شهد له بذلك في كل من إقليم بركان ومقاطعة البرنوصي. الأسئلة ذاتها موجّهة كذلك إلى المجلس الجماعي، لتحمّل مسؤوليته في خلق فضاءات للترفيه، وإطلاق برامج فعلية تُمكّن شباب المدينة من فرص الشغل، بعد سنوات من المعاناة مع البطالة وانسداد الآفاق.
فهل تتحول سطات من مدينة تحت “الشواية” إلى مدينة تحتضن الحياة؟ الجواب بيد من يملك القرار والرغبة في التغيير.