ردا على سلوكات نظام شنقريحة.. فرنسا تكرم بوعلام صنصال بجائزة عالمية

ماروك 4

في صفعة رمزية وجهتها الدوائر الثقافية المؤثرة في فرنسا لنظام يتفنن في قمع حرية التعبير، فاز الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية بوعلام صنصال بجائزة “تشينو ديل دوكا” العالمية، اليوم الأربعاء، وهو يقبع خلف قضبان نظام يتعامل مع الكلمة كجريمة، والفكر الحر كخطر يجب إسكاته.

صوت حرّ في وجه نظام يخشى الحقيقة

صنصال، الكاتب الثمانيني المعروف بكتاباته الجريئة وفضحه لفساد وتكلّس المؤسسة الحاكمة في الجزائر، يُكرَّم اليوم تقديراً لمسيرته الفكرية والأدبية التي جعلت منه رمزاً للضمير في عالم عربي يسوده القمع. وقد أشادت لجنة التحكيم الفرنسية بـ”قوة صوته الحر، الإنساني والعميق، في زمن تصمت فيه كثير من الأقلام تحت وطأة الرقابة والخوف”.

نظام يجرّم التعبير ويحتفي بالصمت

يُذكر أن النظام الجزائري اعتقل صنصال منذ نوفمبر الماضي بسبب تصريحات فضح فيها حقائق تاريخية محرجة للسلطة، منها تذكيره بأن جزءاً من الأراضي الجزائرية الحالية انتُزع من المغرب إبّان فترة الاستعمار الفرنسي. وهي حقيقة تاريخية مثبتة، لكنها تُعد تهمة خطيرة في نظام بنى شرعيته الهشة على الأكاذيب والأساطير الثورية البالية.

فرنسا ترفع القلم، والجزائر ترفع القضبان

الجائزة التي تبلغ قيمتها 200 ألف يورو، وتُمنح من مؤسسة عريقة في فرنسا، تحمل رسالة واضحة: صنصال ليس مجرماً كما يزعم النظام الجزائري، بل مفكّر حرّ، يُكرَّم على غرار عمالقة الأدب والفكر مثل ساخاروف، بورخيس، وميلان كونديرا. والمفارقة أن كاتباً جزائرياً آخر، كمال داود، كان قد فاز بالجائزة نفسها سنة 2019، ما يعكس عمق الهوة بين الاعتراف الدولي بقيمة المثقفين الجزائريين، والاضطهاد الذي يلقونه داخل وطنهم.

أزمة ديبلوماسية جديدة صنعها الاستبداد

باعتقاله لصنصال، لم يكتفِ النظام الجزائري بكتم صوت من أبناء جلدته، بل فجّر أزمة دبلوماسية جديدة مع باريس. في وقت تطالب فيه فرنسا بـ”بادرة إنسانية” تجاه رجل مسنّ يعاني من المرض، تصر الجزائر على أن “العدالة تأخذ مجراها”، في مشهد يُظهر بوضوح أن ما يُسمى “قضاء” في الجزائر ما هو إلا أداة طيعة بيد النظام، يُوظّف لإرهاب المثقفين والمعارضين.

النظام في عزلة.. والمثقفون في الواجهة

في ظل أجواء الاحتقان المتزايدة، وتجمد التعاون بين باريس والجزائر منذ صيف 2023، تتجلى اليوم هشاشة النظام الجزائري أكثر من أي وقت مضى: دولة تطرد الموظفين وتكمم الأفواه، بينما يتلقى معارضوها التكريم والاحترام في عواصم القرار الثقافي العالمي.

وهكذا، يصبح تكريم بوعلام صنصال ليس فقط انتصاراً للحرية، بل أيضاً إدانة صريحة لنظام يُخيفه الحرف أكثر مما يخيفه الرصاص.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى