
الأسد الإفريقي 2025.. المغرب وأمريكا يقودان تمريناً يحاكي هجوماً نووياً وبيولوجياً
ماروك 4
شهد ميناء أكادير العسكري، اليوم الثلاثاء، تنفيذ تمرين ميداني يحاكي سيناريو دقيقاً لهجوم باستخدام أسلحة غير تقليدية، وذلك في سياق تدريبات مشتركة بين القوات الخاصة المغربية ونظيرتها الأمريكية، ضمن فعاليات مناورات “الأسد الإفريقي 2025″.
وشهد هذا التمرين مشاركة فعالة لوحدات خاصة من غانا وهنغاريا، إضافة إلى فرق تقنية متخصصة في الكشف عن التلوث ومعالجة المخاطر الإشعاعية والبيولوجية والكيماوية، التابعة للقوات المسلحة الملكية.
السيناريو المفترض انطلق بوصول سفينة مشبوهة إلى الميناء، يُعتقد أنها تحمل مواد خطرة. وسارعت القوات المغربية إلى تطويق محيط الميناء وفرض حظر مؤقت على الحركة البحرية. أعقب ذلك تدخل القوات الخاصة بعملية اقتحام دقيقة، جرى خلالها استخدام معدات وتقنيات متطورة في الهجوم البحري.
وأفضى التفتيش إلى العثور على معدات ومواد يُشتبه في استخدامها ضمن أسلحة دمار شامل، إلى جانب حاويات كيميائية ومختبرات ميدانية. وتولى خبراء مغاربة وأمريكيون تحليل طبيعة التهديد وتحديد الإجراءات الكفيلة باحتواء التلوث والحد من انتشاره.
وفي تصريح صحافي، أكد الرقيب هشام تغلى، خبير المتفجرات بالقوات المسلحة الملكية، أن التمرين وفّر فرصة واقعية لاختبار آليات التدخل الحديثة، لاسيما عبر توظيف الطائرات المسيّرة والروبوتات، مضيفاً أن الجانب العملي للتدريب هو الأهم في مجابهة مثل هذه التهديدات المعقدة.
أما الملازم نسيم بلفقيه، قائد سرية الإنقاذ البحري، فلفت إلى أن التمرين عزز من قدرات التنسيق بين الفرق الميدانية، خاصة في مهام الإنقاذ ذات الطابع الاستعجالي والتي تتطلب استجابة دقيقة وسريعة.
كما تضمن التمرين محاكاة لعمليات إجلاء المصابين، وإخضاعهم لفحوصات إزالة التلوث، ثم نقلهم جواً إلى مراكز متخصصة للتصنيف وتقديم العلاج.
وصرّح المقدم إيريك غايغر، من الجيش الأمريكي، أن التعاون بين المغرب والولايات المتحدة في هذا المجال يعود لأكثر من عشر سنوات، ويعكس نموذجاً ناجحاً في تطوير القدرات المشتركة للتصدي للتهديدات غير التقليدية.
ويُشار إلى أن مناورات “الأسد الإفريقي” تُعد من أضخم التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية، وتشكل منصة مهمة لتعزيز التعاون العسكري وتبادل المهارات والخبرات في مواجهة التحديات الأمنية المتقدمة.