تحط الرحال بسوس .. منظمة ” سمايل ترين ” تجري نحو مليوني عملية لاعادة بسمة الأطفال

ولدت سمايل ترين، قبل نحو ربع قرن، بفطرة إنسانية فريدة وملهمة، تدفعها لمساعدة الآخرين وتقديم الرعاية الطبية للأطفال المحتاجين في أرجاء العالم. بعد سنوات من العمل كجراحة تجميلية متخصصة في تشوهات الشفاه والحنك، قررت منظمة Smile Train الانتقال إلى المغرب لتقديم مساعدتها للأطفال ممن يعانون من تشوهات خلقية تؤثر على جودة حياتهم وثقتهم بأنفسهم.

بوصفها رائدة في مجالها، بدأت سمايل ترين في تنظيم برامج توعية وتشخيص مجانية في مناطق مختلفة، وكانت الردود مذهلة، حيث حضر العديد من العائلات رفقة أطفالها المرضى، بحثا عن الرعاية الطبية لهؤلاء الأطفال بشكل مجاني، وإعادة البسمة لشفاه البراءة.
خلفت سمايل ترين بصمتها في قلوب المستفيدين في سائر الربوع التي ينحدرون منها، حيث أصبحت لديهم رمزًا للأمل في إعادة الضحكات المفقودة. تقوم سمايل ترين بإجراء عمليات جراحية دقيقة لترميم تشوهات الشفاه والحنك، وتعيد الأطفال إلى الحياة الطبيعية وتعزز ثقتهم بأنفسهم. بالإضافة إلى العمليات الجراحية، تعمل سمايل ترين على توفير الدعم النفسي والعاطفي للأطفال وعائلاتهم خلال فترة التعافي.

وهي تحط الرحال هذه الأيام بجهة سوس ماسة وبالتحديد مدينة أكادير، وعلى أرض الواقع، يتم تجسيد رؤية “سمايل ترين” الإنسانية، وكجزء من مواصلة مسيرتها الإنسانية حيث تجرى عمليات جراحية لعدد كبير من المرضى الذين يعانون من تشوهات تشقق الشفة والحنك. ولا تقتصر هذه الرحلة الإنسانية على الجانب الطبي فحسب، بل توجهت نحو حضور علمي رفيع المستوى من خلال إقامة فعاليات المؤتمر الأول للرعاية المتكاملة لتشقق الشفة والحنك في المغرب، والذي يهدف إلى تحسين وتوسيع الوصول إلى الرعاية المتكاملة لهذه الحالة الطبية، كما يشكل المؤتمر منصة عملية لمناقشة عدة مواضيع هامة، بما في ذلك تعزيز إمكانية الوصول إلى رعاية جراحية عالية الجودة لتشقق الشفاه في المغرب، واستعراض التقنيات الحديثة في جراحة ترميم التشققات، والتخطيط الشامل والعناية الدائمة بمتطلبات المرضى المتأثرين بتشقق الشفاه والحنك، حيث يتم، موازاة مع هذا الحدث، تنظيم سلسلة من العمليات الجراحية النوعية تحت إشراف فريق طبي متخصص، لعدد كبير من المرضى، الأطفال والرضع الصغار.

ولم يكن الجهد البشري وحده هو ما يصنع هذا الإنجاز ، بل يستفيد المرضى من أحدث التقنيات والتحاليل الطبية الضرورية لضمان نجاح العمليات الجراحية المعقدة، التي تجرى في إطار هذه المبادرة الإنسانية الفريدة، حيث يظل الأمل والابتسامات هما العملة السائدة في أيام العمليات الجراحية، أملا في أن يستعيد الأطفال ثقتهم في أنفسهم، ويتجاوزوا آلامهم ومعاناتهم، ينظرون إلى المستقبل بعيون مشرقة وقلوب مليئة بالامتنان.

ملايين الابتسامات التي أعادت الأمل للأطفال المحتاجين، وفق ما أفادت به ” ضحى أيت احمد” وهي المسؤولة عن شمال إفريقيا بمنظمة “سمايل ترين” حيث تروي حكاية نجاحها منذ التأسيس ستة 1999، من خلال إجراء ما يقرب من مليوني عملية جراحية للأطفال الذين يعانون من الشفة والحنك المشقوقين، وتضيف المسؤولة ذاتها أن أكثر من 2100 مدرب صحي قد خضعوا لتدريب من طرف المنظمة بهدف رعاية شاملة للحالات المعنية، بما يضمن الجودة والرعاية الكاملة للمرضى، بما في ذلك تصحيح النطق وتقويم الأسنان والعناية بالصحة الفموية ومعالجة مشاكل الأذن والتغذية.

وتشير ضحى أيت احمد إلى أن المنظمة تعمل بالتعاون مع أكثر من 1100 شريك في مجال الصحة، والذين يتواجدون في أكثر من 90 دولة، ويقدم هؤلاء الشركاء جهودًا مشتركة لضمان توفير الرعاية اللازمة للأطفال والبالغين المحتاجين، مضيفة أنه ولضمان وصول العلاج إلى جميع الفئات المستهدفة، تقدم المنظمة أيضا خدمات نقل الحالات من المناطق النائية وتوفير الإقامة في المدن التي يتواجد فيها الشركاء المعتمدين وفق المعايير المحددة. إنها قصة تضامن وعطاء.
وتعبر ضحى أيت احمد عن امتنان المنظمة العميق لجميع الشركاء والجهات التي ساهمت في تحقيق رسالتها في المغرب وتقديم الرعاية بأفضل الظروف. وبفضل جهودهم المستمرة، تبقى أبواب المنظمة مفتوحة طوال السنة لاستقبال جميع الحالات، من الأطفال والبالغين والراشدين، التي تحتاج إلى تدخلها المجاني.

شمس أكادير لم تكن الوحيدة التي تتألق في أيام الحدث الذي تم تنظيمه هذا الأسبوع، بل تتألق أعين الأطفال أيضًا، تلك الأعين تروي قصصًا مؤثرة عن صراعاتهم ومعاناتهم، ولكن “سمايل ترين” قد دخلت حياتهم كصوت الأمل والتغيير، في عمليات إنسانية التقت فيها عبقرية القلوب الرحيمة بمهارة الأيادي البارعة لتصنع الفرق في حياة العائلات وأطفالهم.

يمكن التواصل للاستفادة من خدماتها المجانية، من خلال رقم المسؤولة عن شمال إفريقيا:
0679942675

Exit mobile version