النسر الذهبي يعود إلى المغرب بعد 40 سنة من الغياب

تمكن المغرب من جعل طائر النسر الأكلف، الشهير بالنسر الذهبي، يتكاثر مرة أخرى في البلاد بعد 40 عامًا من الغياب، وهو الحدث الذي سلط الضوء على القيمة البيئية لمنطقة جبل موسى المحمية، ليس فقط كمنطقة عبور للنسور بين أوروبا وأفريقيا ، ولكن أيضًا كمنطقة استيطان لهذا النوع.

 

ووفق مصادر بيئية إسبانية، فقد استقرت مؤخرًا مستعمرة صغيرة من هذه النسور في منطقة جبل موسى المحمية، تتكون من زوجين بالغين وعدة حيوانات عابرة اختارت هذه المنطقة الطبيعية بالقرب من مضيق جبل طارق لاستئناف دورتها الإنجابية.

 

ويراقب خبراء من الجمعية المغربية لحماية الطيور والحياة البرية (AMPOVIS)ومقرها مدينة المضيق، بالتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات، هذا الحدث باهتمام كبير منذ نهاية يناير 2023، حيث استوطن أول زوج بالغ من النسر الذهبي على جدار صخري في جبل موسى، وبعد أسبوعين لوحظ تواجد زوج ثاني في نفس المنطقة، من خلال بناء عش ووضع بيضة لكل زوج، مع إمكانية توسيع هذه المستعمرة الصغيرة إلى 3 أو 4 أزواج خلال هذا الشهر.

 

وفقًا لخوسيه رافائيل جاريدو، خبير من جمعية Junta de Andalucía فإن هذا الحدث مرتبط بالاتجاه الديموغرافي الإيجابي لهذه النسور في إسبانيا، حيث يبلغ عددها ما بين 31000 و 37000 زوج (بين 95000 و122000 كائن)، بما مجموعه 90 ٪ من هذا النوع في أوروبا كلها (وفق إحصائيات عام 2019).

 

وأضاف المتحدث أن هذا الحدث يسجل أول استيطان لهذا النوع في إفريقيا، وبالتالي إنشاء ممر طبيعي للنسور البالغة بين المغرب وإسبانيا وأوروبا وأفريقيا.

 

يذكر أن آخر عينات النسر الذهبي المتكاثر شوهدت في المغرب ثمانينيات القرن الماضي، وقد أدى الاضطهاد المباشر والصيد الجائر واستخدام السم إلى انقراض الأنواع في البلاد.

 

تجدر الإشارة إلى أن هذه ستكون واحدة من مستعمرات التكاثر القليلة للأنواع في شمال إفريقيا، حيث يتم تصنيف هذا النوع على أنه عرضة للانقراض وفقًا للقائمة الحمراء لتربية الطيور الجارحة في المنطقة، وبالتالي يجب تطوير إجراءات لها الحفاظ على.

 

الآن، أصبحت مستوطنة النسر الذهبي في هذه المنطقة حساسة للغاية لأي تغيير، وهي بداية مسار طويل بهدف إنشاء مجموعة قابلة للحياة تعمل كنقطة انطلاق للانتشار إلى المواقع الطبيعية الأخرى في البلاد، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأهداف المحددة لاستعادة الأنواع في الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الطيور الجارحة.

زر الذهاب إلى الأعلى