لست بفاكتور وابني أباه ثري … هكذا تسيف وزير العدل

بقلم : أمين شطيبة

يواجه عبد اللطيف وهبي وزير العدل والحريات والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصر قضية ثقيلة، استهل بها خطواته الأولى في عام 2023، تتعلق بما أصبح يطلق عليه بـ”فضيحة” مباراة ولوج مهنة المحاماة، وشكك راسبون في نزاهة نتائجه، لا سيما بعد تسريبات كشفت ورود أسماء لأقارب محامين وموظفين بوزارة العدل ضمن قائمة الناجحين، وباءت كل محاولات وزير العدل عبد اللطيف وهبي بإقناع هؤلاء بنزاهة هذا الامتحان بالفشل، فيما تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيقات وإقالته، خصوصا وأن تصريحاته لوسائل الإعلام تزيد كل مرة من تأجيج الوضع أكثر مما تنجح في إخماد نار الجدل.

إذ أن هذه الخرجات الاعلامية لوزير العدل كانت مستفزة وغير محسوبة وغير مفكر فيها، ومن الخرجات التي ادهشت المغاربة بصفة عامة والمحاميين بصفة خاصة نجد على الخصوص قولته المشهورة “أنا مشي فاكتور ديال محامين” والثانية هي ما قال لوسائل الإعلام اثر صدور نتائج امتحان المحاماة وأقر في أقواله ” ولدي باه لاباس عليه قراه في كندا اوعندو 2 اجازات” ، بخصوص المقولة الأولى توضح ان قائلها جاهل بأليات اشتغال النسق السياسي الذي هو أي “وزير العدل” بداخل هذا النسق، ويعتبر ساعي البريد بإمتياز حسب نظرية “دافيد ايستون” حول النسق السياسي، فالشعب يعبر عن احتياجاته “الاقتصاد والاجتماعية والثقافية والرياضية” .. الخ في شأن مطالب عبارة عن مدخلات ترفع الى صناع القرار من أجل ايجاد حلول لها، والتي يتم ترجمة هذه الحلول من خلال مخرجات، في شكل قوانين تستجيب لتلك الاحتياجات.

فهنا وزير العدل عندما يصرح انه “ماشي فاكتور المحامين” فإنه يخل بواجبه المهني والوظيفي اللذان يحتمان عليه رفع مطالب المحاميين الفئة التي يمثلها وزير العدل بحكم اختصاصه، كان عليه ان يرفع تلك المطالب “المدخلات” الى صناع القرار من أجل ايجاد حلول لتلك المطالب لكن عوض أن يقوم بدوره كوزير وكمحامي يمثل هذه الفئة ويدافع عن مطالبها أصبح خصما للفئات التي يمثلها ” المحامين ؛ العدول ؛ كتاب الضبط؛ الموثقون القضائيون” الخ … والأجدر به أن يسير على نفس نهج المسؤول الأول ورئيس الدولة وأمير المؤمنين محمد السادس الذي ما ان استشعر مطالب الشعب المغربي في مظاهرات 20 فبراير سارع الى إيجاد حلول ومخارج أنقدت بلادنا من جحيم الربيع العربي، التي مازالت جل دوله تتخبط في فوضى وعدم الاستقرار كنموذج ” ليبيا وسوريا واليمن وتونس ” الخ …

فكان على وزير العدل أن يقتدي بالسياسة المولوية لحل المشاكل عوض تضيق وخلق العراقل للفئات التي يمثلها بإعتباره وزيرا مسؤولا عنهم ، والحقيقة ان خرجاته لم تسلم منها فئة من هذه الفئات “محامون, العدول، كتاب الضبط، الموثقون” الخ …

أما مقولته الثانية توحي بإهانة للطبقة الفقير ولأبناء الشعب من كل ربوع المملكة، اد يستشف من خرجته هذه ان النجاح في مهنة المحاماة مقتصر او مقصور على ابناء الأثرياء شريطة ان يدرسوا في كندا وان يحصلوا على اجازتين، وهنا أرد على الوزير الثري بأنه لولا الفقراء لمات العلم وأن الشعب المغربي فقير الى الله والله الغني ولست أنت ولا أمثالك، فالشعب الفقير لاتهمه أموالكم، أما الافتخار والاعتزاز بأن ابنكم البار الذي حصل على الإجازة في كندا ولو كانت قوية لإشتغل بها وما كان عليه التمدرس في الجامعة المغربية للحصول على الإجازة في القانون لكي يجتاز المباراة .. وشتان ما بين إجازة المغرب وإجازة كندا …

معالي سيدي الوزير ان بخرجاتكم هذه وبإستفزازاتكم المتكرر لهذه الفئات التي تمتلونها ولي الشعب المغربي قاطبتا تجانبون الصواب، فكيف لرجل تمرن على يد الأستاذ طارق السباعي وتمرن على يد أحد أقطاب المعارضة احمد بنجلون الأخ الشقيق لعمر بنجلون أحد ضحايا الارهاب السياسي، وأنتم معالي الوزير كنتم من الحاضرين لتأسيس حزب الطليعة وحتى اد جرى ما جرى تحت البرج وانضممتم الى حزب الأصالة والمعاصرة وقمتم بتقميص دور المنقد في زعامة التيار المستقبل ضد عن تيار الشرعية الذي كان يمتله الأمين العام السابق بنشماس، ولقد اتقنتم الدور الى ان أصبحتم وزيرا للعدل فتضح للمحاميين والهيئات التي تمتلونها وللشعب المغربي انه لا شرعية لكم حسب بنشماس ولامستقبل للشعب المغربي والمحاميين وللفئات التي تمتلونها رغم ان انكم بنيتم دعايتكم الحزبية على التفكير في المستقبل .

معالي سيدي الوزير حتى رجالات الأصالة والمعاصرة خرجوا عن صمتهم وانتقدو “الممارسات والتصريحات الصادرة عنك”، معلنين في بلاغ موقع باسمهم أنهم “يرفضونها” باعتبارها “تنكرا غير مقبول وانحرفا خطيرا بالنسبة للمشروع المؤسس للحزب وقيمه وأخلاقياته المنتصرة للممارسات الفضلى في العمل السياسي وفي أداء المهام والمسؤوليات العمومية”، وعندما صدح في وجهك كل من حسن بنعدي ومحمد الشيخ بيد الله وحكيم بنشماس ماذا بقي للشعب المغربي أن يقول .

معالي الوزير أخجل ان اقدم نصيحة وانا فقير الى لله وانت الغني بأموالك وبنسبك وبخرجاتك المستفزة التي لا تحترم الهيئات التي تمثلونها ولا الشعب المغربي ، أقول لك اخيرا وما اختم به قول رسوله صلى الله عليه وسلم “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.

زر الذهاب إلى الأعلى